الأسرى - خاص شبكة قُدس: شكّل السابع من أكتوبر الماضي، نقطة تحول في واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بفعل الإجراءات الإسرائيلية العقابية والانتقامية التي وصلت حدّ الإعدام والاغتصاب.
فبعد هذا التحول، ارتفع عدد الأسرى إلى الضعف تقريبا خلال ستة أشهر فقط، وصولا إلى أكثر من 9500 أسير في سجون الاحتلال، وهذه الإحصائية التي لا تشمل مئات المعتقلين من قطاع غزة بسبب ما يتعرضون له من جريمة إخفاء قسري.
يقول مدير عام نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري، إن الاحتلال الإسرائيلي عمل على تحويل جذري لكل مجريات الحياة الاعتقالية داخل السجون واستخدم سلسلة واسعة من عمليات القمع والتنكيل والانقضاض على حقوق المعتقلين الفلسطينيين الذين جردوا من كافة حقوقهم الإنسانية المكفولة في القانون الدولي والتي حققها الأسرى لقاء الكثير من التضحيات على مدار سنوات طويلة.
وأضاف زغاري في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس"، أنه منذ أكثر من ستة أشهر؛ تحولت حياة الأسرى إلى جحيم وإلى حالة كارثية في ظل تجريد الأسرى من كافة أغراضهم ومقتنياتهم الخاصة وصورهم وملابسهم وحرمانهم من زيارات الأهالي، بالإضافة إلى سياسات الضرب المبرح والتعذيب الشديد الذي أدى إلى إصابة المئات منهم بجراح وكسور ورضوض وكذلك استشهاد 16 أسيرا داخل المعتقلات بسبب الضرب المبرح والجرائم الطبية التي تم انتهاجها داخل معتقلات الاحتلال.
وبحسب زغاري، فإن الأوضاع داخل السجون كارثية، وهناك مسّ في الحياة الاعتقالية اليومية في ظل قطع المياه والكهرباء وسوء التغذية الذي أدى إلى انخفاض كبير في أوزان المعتقلين ما بين 20 إلى 30 كيلو غرام.
وقال زغاري، إن أحد أسوأ التغييرات في السجون هي الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي تنتهج سياسة الإهانة والامتهان من كرامة الأسرى والمعتقلين والدوس على رؤوسهم والاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات والتفتيش العاري والمذل وكذلك الحرمان من أبسط الحقوق المتعلقة بالعلاج الذي أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الأسرى المرضى داخل المعتقلات.
ووفقا لمدير عام نادي الأسير الفلسطيني، فإن القضية الفلسطينية مثقلة بالجراح بالتزامن مع الحرب الجارية على قطاع غزة وقضية الأسرى من القضايا التي يتوحد عليها الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الحراك الشعبي والجماهيري وإن كانت منخفضة وتيرته بسبب جرائم الاحتلال المتواصلة في كل فلسطين، وتوحيد الجهود مع مختلف القوى والمؤسسات والفعاليات هي التي ستساهم بشكل كبير في إعلاء صوت المعتقلين وفضح كل الانتهاكات والجرائم التي ينفذها الاحتلال بحق الأسرى داخل السجون.
وعن دور المؤسسات الدولية وعجزها فيما يتعلق بالأسرى؛ يرى زغاري، أن المنظومة الحقوقية والقانونية الدولية على رأسها الصليب الأحمر الدولي فشلت جميعها فشلا كبيرا في وقف هذا القهر الذي يمارس بحق الأسرى.
واعتبر أن منع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى داخل السجون هو إخفاء للجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المعتقلين خاصة أسرى قطاع غزة الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية وبتر لأطرافهم بسبب القيود والأصفاد التي استخدمت كوسائل تعذيب بحقهم.
وبحسب زغاري، فإنه كان يتوجب على منظمة الصليب الأحمر الدولي أن تقف عند مسؤولياتها وأن تعلن للعالم أجمع ما يقوم به الاحتلال من عرقلة لمهامهم وكذلك باقي المؤسسات الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان الذي يتحمل مسؤولية كبيرة أمام حجم الجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين وتنفيذه لاتفاقيات وفرض عقوبات من أجل إلزام الاحتلال بتطبيق المعايير والقوانين الدولية داخل السجون.
وأكد زغاري أن هنا تحديا كبيرا يتعلق بالجهد الذي يجب أن يبذل من كافة الجهات للضغط على المنظومة الحقوقية والقانونية الدولية لإلزام الاحتلال بتطبيق المعايير الدولية وفرض عقوبات على هذا الاحتلال الذي يعمل بمعزل تام عن كل هذه المنظمات الحقوقية رغم توقيعه على الاتفاقيات الحقوقية واتفاقيات حقوق الإنسان.
وفي وقت سابق، دعت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية، إلى المشاركة الواسعة اليوم الأربعاء، في إحياء يوم الأسير الفلسطيني، في جميع محافظات الضفة الغربية، والذي يأتي مع تصاعد عدوان الاحتلال على شعبنا، واستمراره في تنفيذ إبادته الجماعية في غزة.
وقالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء إن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 26 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة والذين ارتقوا داخل سجون الاحتلال آخرهم الشهيد وليد دقة والذي ارتقى بعد 38 عاما في الأسر.